
رواية اسيرة في مملكة عشقه عهد الغرام الجزء الثالث3 بقلم سيليا البحيري
رواية عهد الغرام الجزء الثالث3 اسيرة في مملكة عشقه الفصل السابع7 بقلم سيليا البحيري
في قاعة المحاضرات – اليوم الأول لغزل في الجامعة
غزل قاعدة في نص المدرج بين ابن عمها سليم وابنة خالها ميار، وشها كله زهق من كلام الطلبة اللي قاعدين بيتكلموا بجدية عن المواد الدراسية. تبص حواليها بنظرات فحص، وبعدها تميل على سليم بوش جاد جدًا.
غزل (بهمس): سليم، اسمعني كويس أوي...
سليم (مستغربًا): نعم؟
غزل (بجدية مصطنعة): تفتكر المدرج ده فيه مخرج طوارئ؟
سليم (رافع حواجبه): مخرج طوارئ؟ ليه بس؟
غزل (بتتنهد): لأني حاسة إني محبوسة في قفص، مش قاعدة في جامعة!
ميار، اللي كانت مشغولة بالموبايل، تلتقط الحوار وتدخل بضحكة ساخرة.
ميار: غزل، ركزي معانا! دي جامعة، مش مغامرة جديدة من مغامراتك للهروب الكبير!
غزل: بالعكس، مغامرة من نوع جديد... مغامرة البقاء وسط كائنات غريبة اسمهم "طلبة جادين"!
سليم يضحك بخفوت، وغزل تلتفت لطالب قدامها منهمك في الكتابة بتركيز جنوني.
غزل (تخبط كوع سليم وتهمس): بص ده... بيكتب كأنه بيفك شفرة حجر رشيد!
سليم (يضحك بهدوء): يمكن عنده هدف في حياته، مش زي ناس معينة قاعدين جنبي...
ميار: بالضبط، في ناس جايين يدرسوا إدارة أعمال، مش إدارة خطط الهروب!
غزل (بتعمل نفسها زعلانة): انتوا قاسيين جدًا عليا... ده أنا كنت في غيبوبة، المفروض تعاملوني بلطف شوية!
سليم (ساخرًا): بالعكس، لازم نرجعك للحياة الطبيعية، مش الأكشن والانفجارات!
فجأة، يدخل الدكتور، فتقعد غزل بسرعة وتمسك كشكولها، وتهمس لميار وسليم بجدية زائفة.
غزل: يلا، نبدأ الحلقة الأولى من المسلسل الجديد "غزل في الجامعة – الحلقة الأولى: النجاة من الملل"!
سليم وميار يكتموا ضحكهم بالعافية، والدكتور يبص لهم بريبة، فتخبّط غزل على بُقها بسرعة، وتحاول تاخد وضع الطالبة المثالية
********************
بينما تحاول غزل أن تأخذ وضع الطالبة المثالية، فجأة يصطدم بها أحد الطلاب دون قصد، فيسقط كشكولها وأوراقها على الأرض. تلتفت بسرعة والغضب يشتعل في عينيها.
غزل (بحدة): إيه ده؟ إنت مش بتشوف قدامك ولا إيه؟!
غيث (مرتبكًا وهو يلتقط الكتب بسرعة): آسف جدًا، والله مكنتش أقصد... القاعة زحمة وأنا كنت مستعجل!
غزل (بعصبية): ومستعجل ليه؟ عندك قطار هيفوتك ولا إيه؟!
سليم وميار ينظران لبعضهما بسرعة ويحاولان تهدئة غزل قبل أن ينفجر الوضع أكثر.
سليم (مهدئًا): غزل، هوني على نفسك، الراجل قال إنه مكنش يقصد.
ميار (بابتسامة محاولة تلطيف الجو): أيوه يا بنتي، ده لسه أول يوم، ما تبدأيش الحرب العالمية الثالثة من دلوقتي!
غيث ينحني ليجمع الأوراق، ثم يناولها لها بأدب، ملامحه يكسوها الإحراج.
غيث (بصدق): بجد آسف جدًا، أتمنى متكونيش اتضايقتِ.
غزل تنظر إليه بحدة، ثم تخطف الأوراق من يده بقوة، وتجلس على كرسيها وهي تتنهد بعصبية.
غزل (وهي تضع يدها على جبينها): أول يوم وأهو بدأت الكوارث! أنا كنت قاعدة في سوريا وسط القصف وما حصليش كده!
سليم وميار ينفجران ضحكًا، بينما غيث يبتسم بخجل، ثم يقرر الجلوس في مكانه دون أن يرد. ينظر إلى غزل للحظة وكأن شيئًا غريبًا يجذبه إليها، لكنها ما زالت غاضبة، وملامحها مشتعلة وكأنها بركان على وشك الانفجار.
تمر لحظات صمت قصيرة قبل أن تهمس ميار لسليم بابتسامة جانبية.
ميار (بهمس): أنا حاسة إن غزل وغيث... فيلم عربي هيبدأ قريب!
سليم (يضحك): بس هيبدأ بانفجار، مش بموسيقى رومانسية!
يغلق الأستاذ الباب، ويبدأ المحاضرة، لكن غيث يلمح غزل من طرف عينه، ويبتسم بخفوت، وكأن القدر بدأ يرسم لهما قصة لم تكن في الحسبان...
**********************
في فيلا العائلة – الصالة الكبيرة
تجلس العائلة في الصالة الواسعة ذات الطراز الكلاسيكي، حيث يجلس الجد الأكبر نادر الشرقاوي على كرسيه المفضل، وبجانبه ولداه عادل ومحمد. يتحدثون عن أحفادهم بينما تحتسي صفاء و زينب الشاي.
نادر (مبتسمًا بفخر): سبحان الله، كنت لسه شايلكم على كتفي وأجري وراكم في الحديقة، ودلوقتي بقتوا رجال ونسوان كبار عندكم عيالكم بيديروا الشركات! الزمن بيجري يا عادل ويا محمد.
عادل (يضحك): أيوه يا بابا، بس أنت لسه زي ما أنت، الله يحفظك، صحتك أحسن مننا كلنا!
محمد (مازحًا): وأنا اللي كنت فاكرك هتقعد تهتم بالورد والحديقة بعد التقاعد، طلعت عمال تراقب ولادنا وأحفادنا أكتر من الشغل نفسه!
نادر (يضحك): ما هو ده أحسن استثمار يا محمد... العيلة! مش بس الفلوس والشركات، بس قولي، إنت شايف ولادك وأحفادك عاملين إيه في الشغل؟
محمد (يتنهد): الحمد لله، عامر وزين شغالين بضمير، بس دارين لسه مشغولة بأسرتها أكتر من الشغل، أحمد بيساعدها بس برضه مش بنفس القوة.
عادل (يفكر قليلاً): أنا عن نفسي مطمئن لزين وسليم، ماسكين الأمور كويس. إياد مشغول بحياته لسه، لكن هيدخل قريب. حلا بقت مهتمة بحياتها الزوجية مع هشام أكتر من أي حاجة تانية.
نادر (ينظر لعادل بابتسامة): وإيه رأيك في أحفادك؟ مين فيهم شايف إنه هيمسك القيادة في المستقبل؟
عادل (يبتسم بحنان): غزل أكتر واحدة عندها روح المغامرة والشجاعة، بس محتاجة تهدأ شوية... سليم (الابن) ممتاز في إدارة الأعمال، ومازن وأدهم لسه أطفال بس فيهم صفات قيادية.
محمد (مازحًا): أما أنا فأحفادي عايشين حياتهم، ماجد وسارة صغيرين، بس شكلهم هيبقوا شخصيات قوية، وعمر بقى نسخة مني، دماغه فيها حسابات طول الوقت!
نادر (بمرح): يعني كل واحد فيكم شايف أحفاده أحسن ناس في الدنيا؟
عادل (ضاحكًا): طبيعي، ما هو كل جد بيشوف أحفاده أغلى حاجة عنده!
محمد (يبتسم): بس بجد، اللي بيسعدني أكتر إن كلهم متربين على حب العيلة، وأهم حاجة إنهم عارفين قيمة إننا مع بعض دايمًا.
نادر (بحكمة): وده أهم من أي شركة وأي فلوس... أهم حاجة إنهم يفضلوا يد واحدة زي ما احنا كنا دايمًا.
تبتسم الجدة صفاء وزينب بفخر، بينما تستمر الجلسة في جو من الدفء العائلي، والضحكات تعلو بين الحين والآخر مع حديثهم عن مغامرات الأحفاد وحكاياتهم الطريفة
*********************
بعد حديث الرجال عن أحفادهم، تتدخل زينب (زوجة محمد) في الحديث، وهي تجلس بفستان أنيق، ممسكة بكوب الشاي بطريقة استعراضية، وتنظر إليهم بابتسامة واثقة.
زينب (بتفاخر وهي تعدل شعرها): بصراحة، أنا شايفة إن أحفادي عندهم كاريزما مختلفة عن باقي الأحفاد... يعني سارة عندها أناقة مش طبيعية، البنت ما شاء الله حتى وهي صغيرة تعرف تنسّق لبسها زيي بالضبط!
صفاء (تبتسم بلطف): ربنا يحفظها، البنت جميلة ما شاء الله.
زينب (بغرور): أكيد، ما هو الجمال وراثة، والذوق كمان! ده غير إن عمر ذكي جدًا، أنا متأكدة إنه هيطلع رجل أعمال ناجح، يمكن أحسن حتى من أبوه!
محمد (يرفع حاجبه): آه طبعًا يا زينب، أهم حاجة إنه يطلع زيكِ في الذوق الرفيع بتاعك في الشوبينج؟
زينب (تضحك بثقة): طبعًا! في الزمن ده، الذكاء مش كفاية، لازم يكون عنده ستايل و"برستيج" كمان! النجاح مش بس أرقام وتقارير... ده كمان صورة وشياكة!
عادل (مازحًا): آه، أنا شايف إنك بتربيهم على أهم أولويات الحياة… التسوق والسفر والحفلات!
زينب (تضع يدها على صدرها بمبالغة): ياااه! إزاي تقول كده يا عادل؟! دي الحياة مش شغل بس، لازم الواحد يستمتع! وبعدين أنا عندي خبرة في الحياة أكتر منكم، ومتاكدة إن ولادي وأحفادي هيبقوا الأفضل في كل حاجة!
نادر (يبتسم بحكمة): المهم إنهم يفضلوا مترابطين ويعرفوا قيمة العيلة، مش بس قيمة الماركات والسفر.
زينب (تلوّح بيدها): يا جدي العزيز، العيلة حاجة مهمة طبعًا، بس برضه لازم يكون الواحد "إيليت" ويعرف يواكب الموضة والحياة العصرية. وبصراحة، أنا فخورة إني ما زلت محافظة على شبابي وأناقتي، لدرجة إني لسه بنزل وسط البنات الصغيرين ويحسبوني أختهم مش أمهم!
صفاء (تنظر إليها بمكر): آه طبعًا، عشان كده بتاخدي صور سنابشات وفلاتر تخليكي أصغر بعشرين سنة؟
زينب (تضع يدها على فمها باندهاش مصطنع): ياااه، إنتي بتغاري مني يا صفاء؟ عادي، مش كل واحدة تقدر تحافظ على شبابها زيي، ده اجتهاد مش مجرد حظ!
محمد (يمسك رأسه بملل): اللهم صبرنا! إحنا كنا بنتكلم عن الأحفاد، انتي حولتي الموضوع لـ"زينب والبحث عن الشباب الدائم"!
زينب (بضحكة ناعمة): لأ، لأ، أنا بس بوضحلكم إزاي التربية الصح بتكون، الجمال والذوق بيفرقوا في الحياة، وبعدين اعترف يا محمد، حياتك معايا كلها أناقة ورقي، مش كده؟
محمد (ساخرًا): آه طبعًا، أنا في رحلة فاشون ويك يوميًا مع زينب الشرقاوي!
تنفجر العائلة ضاحكة بينما ترفع زينب حاجبها بفخر، وتُعدل جلستها وهي تشعر أنها انتصرت في المناقشة!
*******************
بعد ضحك العائلة على تعليق محمد، تتنهد زينب بفخر، ثم تضع كوب الشاي على الطاولة وتنظر إليهم بابتسامة واسعة، ثم تلتفت إلى زوجها محمد بعيون مليئة بالثقة.
زينب (بغنج): بصراحة، لو مش عاجبك فاشون ويك اللي عندي، ممكن أعمل عرض خاص بس لداريــــن وسارة، لأنهم بس اللي عارفين قيمة الجمال والرقي في العيلة دي!
صفاء (تضحك): آه طبعًا، دارين وسارة، الأميرات الملكيات بتوع زينب!
زينب (تضع يدها على قلبها بمبالغة): حبيبتي دارين دي قطعة مني، مش بنتي وبس، وأنا اللي علمتها كل حاجة، حتى ذوقها الراقي في اللبس والديكور، وهي بقا علمت ده لسارة… يعني أنا الأساس، وأنا اللي حطيت البصمة الأولى في العيلة!
محمد (ساخرًا): آه طبعًا، يعني من غيرك العيلة كانت هتعيش في زمن الكهوف!
زينب (بغرور): على الأقل كنت هسيب لكم لمسة أنيقة في الكهف! وبعدين تعالوا نتكلم بصراحة، مين في العيلة كلها عنده حفيدة زي سارة؟
نادر (بابتسامة): كل الأحفاد زي بعض، كلهم قطعة من عيلتهم، ومفيش حد أفضل من حد.
زينب (تهز رأسها برفض): آه طبعًا، كلهم حلوين، بس سارة حاجة تانية، البنت عندها كاريزما طبيعية، حتى وهي صغيرة لما بتمشي معايا الناس بتفتكرها بنت موديل عالمي!
عادل (مبتسمًا): وهي أكيد مش بتاخد الكلام ده منك كل يوم، صح؟
زينب (تلوّح بيدها): طبعًا بتاخده! البنت لازم تعرف قيمتها من وهي صغيرة، وأنا اللي بعلمها ده، مش هسيبها تكبر زي أي حد عادي، لازم تبقى مختلفة!
محمد (ينظر لها مازحًا): زينب، إنتي ناوية تخليها وزيرة الجمال والأناقة ولا إيه؟
زينب (تضع يدها على كتفه): مش فكرة وحشة! وعلى فكرة، مش بس الجمال، سارة ذكية جدًا، ودارين بتربيها أحسن تربية، أصل بنتي مش زي أي أم، دارين نسخة مني بس مع لمسات عصرية!
صفاء (تغمز لزينب): يعني الجمال والذوق والرقي… كله بيرجع لزينب الشرقاوي في النهاية؟
زينب (تضحك بثقة): طبعًا! وده مش كلامي، ده واقع، واللي مش مقتنع يبص على دارين وسارة ويتأكد!
يضحك الجميع، بينما زينب تجلس بفخر وكأنها ملكة وسط مملكتها، تشعر بأنها انتصرت في الحديث وأثبتت أنها أساس الذوق والجمال في العائلة!
********************
بينما العائلة تضحك على كلام زينب، يُفتح باب الصالة فجأة، وتدخل سارة بخطوات واثقة وكأنها نجمة سينمائية على السجادة الحمراء. ترتدي زيّها المدرسي ولكنها أضافت إليه لمساتها الخاصة—بروش لامع، ربطة شعر أنيقة، ونظارات شمسية على رأسها رغم أنها في الداخل!
سارة (بصوت حيوي وهي تخلع نظارتها بحركة مسرحية): مساء الجمال والأناقة على أحلى عيلة في العالم!
زينب (تفتح ذراعيها بسعادة): أميرة قلبي وصلت! تعالي لحضن جدتك يا أحلى فاشون آيكون!
تجري سارة إلى حضن جدتها وتجلس بجانبها، بينما ينظر إليها جدها محمد مبتسمًا بسخرية خفيفة.
محمد: سارة، مش حاسة إنك داخلة علينا كأنك راجعة من عرض أزياء مش من المدرسة؟
سارة (بثقة): طبعًا يا جدو! المدرسة مش مجرد دراسة، دي منصة لإظهار الذوق والأناقة، وإلا هنعيش ليه؟
عادل (يضحك): آه، واضح إن التعليم عندكم حاجة ثانوية جنب عالم الموضة!
سارة (تضع يدها على قلبها بمبالغة مثل جدتها): مش ثانوية خالص! بس لازم الواحد يكون عنده لمسة خاصة، وده اللي بفرّقه عن الباقيين!
صفاء (تمزح): طب احكيلينا يا أميرة الموضة، إيه آخر أخبار المدرسة النهاردة؟
سارة (تتنهّد بملل): آه يا تيتة، كان يوم متعب جدًا، تخيلي الميس قالت إن اللبس مش مهم قدّ الدرجات! بصراحة، حسيت بصدمة حضارية!
محمد (ساخرًا): أيوة، فعلاً صدمة، إزاي المدرسين فاكرين إن المدرسة مكان للدراسة مش عروض الأزياء؟
زينب (تربّت على ظهر حفيدتها): ما تزعليش يا روحي، الجمال مهم زي الذكاء بالظبط، واللي يقول غير كده يبقى مش فاهم حاجة!
سارة (بحماس): بالظبط يا نانا! حتى البنات في المدرسة بيطلبوا مني نصائح عن اللبس والتنسيق، يعني ممكن أكون فاشون بلوجر في المستقبل!
محمد (بابتسامة): طب والدرجات؟ أخبارها إيه مع الفاشون بلوجر بتاعتنا؟
سارة (تغمز): ما تقلقش يا جدو، أنا شاطرة في الاتنين! ذكية وأنيقة… تمامًا زي نانا زينب!
زينب (بفخر): بنت جدتها بقى، الجمال والذوق حاجة وراثية عندنا!
نادر (يضحك): واضح إنك لقيتي خليفتك في عالم الموضة يا زينب!
يضحك الجميع بينما سارة تجلس بفخر بجانب جدتها، وكأنها الملكة القادمة لعالم الأناقة في العائلة!
****************
بعد ضحكات الجميع على حديث سارة، يُفتح باب الصالة مرة أخرى، ولكن هذه المرة بقوة، ويدخل محمد الصغير بخطوات سريعة ووجهه غاضب، واضعًا حقيبته على الأرض بعصبية.
محمد الصغير (بصوت غاضب): فين هي؟ فين المتسببة في الكارثة اللي حصلتلي النهاردة؟
تنظر العائلة إليه مستغربة، بينما سارة تحاول التظاهر بالبراءة، لكن عيناها اللامعتان تفضحان أنها فعلت شيئًا ما.
زينب (بقلق): إيه مالك يا حبيبي؟ ليه داخل كده؟
محمد الصغير (مشيرًا إلى سارة): اسألي الملكة سارة، اللي قررت إن يومي يكون أسوأ يوم في التاريخ!
محمد (الجد) (يضحك): إيه اللي حصل يا ولد؟
سارة (بتصنع البراءة): أنا؟ مش فاهمة أنت بتتكلم عن إيه، ممكن توضح؟
محمد الصغير (بعصبية): بوضح؟ بوضح إزاي وأنتِ اللي غرقتيلي الكشكول بتاعي في العصير قدام الفصل كله؟!
تضحك سارة ضحكة مكبوتة، بينما تحاول صفاء وميار تهدئة الموقف.
عادل (يبتسم): سارة، هو ده المقلب اللي كنتِ بتخططي له من الصبح؟
سارة (تتظاهر بالصدمة): مقلب؟ لاااا، ده كان مجرد حادث عرضي!
محمد الصغير (يعقد ذراعيه): آه طبعًا، أكيد وقعت العصير بالصدفة على كشكولي، وبعدها ضحكتي وهربتي وتركتيني أواجه الكارثة لوحدي!
محمد (الجد) (يهز رأسه): واضح إن عندنا حرب أهلية بين الأحفاد!
زينب (تربت على كتف حفيدها محمد الصغير): حبيبي، متضايقش، سارة بتحب الهزار شوية، بس ده مش معناه إنها تقصد تزعلك.
محمد الصغير (بعناد): طبعًا قصدت! هي تعرف كويس إن ده كشكولي اللي فيه ملاحظات مهمة، وكنت محتاجه عشان الواجب!
سارة (تضحك بخفوت): عادي يا محمد، خدها بروح رياضية! الحياة محتاجة شوية مقالب عشان تكون ممتعة!
محمد الصغير (يرد بسرعة): لا، الحياة محتاجة نظام واحترام لمجهود الآخرين، مش فوضى ومقالب تافهة!
نادر (يضحك): يا سلام! عندنا زعيم المستقبل هنا، واضح إنك ناوي تكون قائد بجد!
محمد الصغير (بجدية): أكيد، أنا مش بلعب، وعكس بعض الناس، أنا باخد الدراسة بجدية.
سارة (بتنهيدة درامية): يااه، ممل جدًا، لو حكمت العالم يومًا، هتخليه عبارة عن مدرسة ضخمة!
محمد الصغير (يرد بثقة): على الأقل هخليه منظم، مش حديقة ملاهي زي ما تحبيها أنتِ!
محمد (الجد) (يضحك): بصراحة، واضح إن المستقبل عندنا فيه تنوع رهيب، عندنا رئيس وزراء وعندنا نجمة عروض أزياء!
تضحك العائلة بينما يستمر محمد الصغير وسارة في تبادل النظرات التحدّية، ويبدو أن هذه لن تكون آخر معركة بينهما!
*******************
بعد جدال سارة ومحمد الصغير، يُفتح باب الصالة مجددًا ويدخل أدهم بخطوات ثابتة ونظرة حادة، يحمل حقيبته المدرسية على كتفه، ويرمق الجميع بنظرة تقييمية قبل أن يتحدث.
أدهم (بصوت هادئ ولكن حازم): فيه إيه؟ صوتكم واصل لحد باب الفيلا، أنا متأكد إن الشارع كله سمع خناقتكم.
تلتفت العائلة إلى أدهم، الذي يبدو أكثر نضجًا من عمره، بينما سارة تلوح له بمرح.
سارة (بمزاح): أدهم! تعالى شوف محمد الصغير اللي زعلان من شوية عصير!
محمد الصغير (بعناد): مش مجرد عصير! كشكولي كله راح بسببها!
أدهم (يرفع حاجبه): أنت متوقع إيه من سارة؟ ده الطبيعي بتاعها!
سارة (تضع يدها على صدرها بتظاهر بالاستياء): أوف! ليه دايمًا بتعاملوني كأني سبب كل المشاكل؟
أدهم (بهدوء): لأنك فعلًا سبب معظمها.
يضحك الجد نادر وعادل، بينما تهز زينب رأسها وتربت على يد سارة.
زينب: متاخدش على كلامهم يا حبيبتي، أنتِ أكتر حد بيضفي الحيوية على المكان!
أدهم (ينظر إلى جده عادل وجده محمد): على فكرة، سمعت بابا وعم زين بيتكلموا عن تطوير مشاريع العيلة، وأعتقد إن ده الموضوع اللي المفروض نهتم بيه بدل المقالب اللي مفيهاش أي فايدة.
محمد (الجد) (مبتسمًا): الله! شايفين بقى؟ ده نموذج للي يركز في المستقبل بدل الهزار!
محمد الصغير (يبتسم بثقة): أخيرًا حد بيتكلم بعقل!
سارة (تتنهد): ياااه، كفاية جدية بقى! تحسوا إنكم داخلين اجتماع لمجلس الإدارة!
أدهم (بابتسامة جانبية): طبعًا، لأن دي العيلة اللي اتولدنا فيها، والمسؤولية جزء من حياتنا، مش مجرد هزار.
نادر (يضحك): يا سلام، واضح إن عندنا قائدين في العيلة، واحد منهم بيخطط لإدارة الشركات، والتاني ناوي يكون رئيس جمهورية!
تضحك العائلة بينما يجلس أدهم بجوار جده عادل ، وينظر إلى الجميع بنظرة الواثق، وكأنه يراقب الأمور بعقلية رجل كبير، وليس مجرد فتى في الثانية عشرة من عمره
*******************
بعد حديث أدهم الجاد، يُفتح باب الصالة فجأة، وتدخل حور الصغيرة راكضة بخطواتها الطفولية، تحمل حقيبتها المدرسية الوردية، وعينيها الزرقاوين تتألقان ببراءة وهي تنظر إلى الجميع بسعادة.
حور (بصوت طفولي متحمس): أنا وصلت! حد وحشني؟
تلتفت إليها العائلة، ويبتسم الجد نادر بحنان، بينما تفتح صفاء ذراعيها لحفيدتها الصغيرة.
صفاء (بحب): أكيد وحشتينا يا روحي! تعالي هنا عند تيتا.
تركض حور إلى حضن جدتها، وتجلس على ساقها الصغيرة، بينما تنظر إلى إخوتها وأبناء عمها بفضول.
حور (تنظر إلى سارة ومحمد الصغير): هو أنتو كنتوا بتتخانقوا تاني؟
سارة (بضحكة): كالعادة، بس ولا يهمك يا أميرة العيلة، إحنا خلصنا خلاص.
محمد الصغير (يتمتم): مش متأكد …
حور (ببراءة): طيب، أنا عندي حاجة مهمة أقولها!
نادر (بابتسامة دافئة): قولي يا حبيبتي، إيه الحاجة المهمة؟
تتسع عينا حور بسعادة، ثم تخرج ورقة صغيرة مطوية من حقيبتها وترفعها بفخر.
حور (بفخر): ميس بتاعتي قالت إني أحسن واحدة بتلون في الفصل! شوفوا رسمتي!
تأخذ ميار (والدتها التي جاءت للتو) الورقة منها وتنظر إليها بإعجاب، ثم تبتسم بحب.
ميار: بسم الله ما شاء الله! فنانة صغيرة، بس أنا مش مستغربة، لأنك ذكية وجميلة و فنانة زي ماما.
أدهم (بمزاح): أيوه طبعًا، لازم تكون زيك في كل حاجة!
تغمز حور لأخيها أدهم وتضحك بمرح، ثم تمد يدها نحو جدها عادل وتريه الرسم بفخر.
عادل (بابتسامة فخورة): برافو يا حور! دي أحلى رسمة شفتها.
زينب (تنظر إلى الرسم بفضول): ألوانك حلوة يا حور، بس المرة الجاية حاولي تضيفي شوية ذوق وستايل أكتر، زي ما بتعمل سارة.
حور (بحماس): حاضر تيتا زينب، بس سارة تلون بفراشات وأنا بحب أرسم الأميرات!
سارة (تضع يد ها على صد رها بفخر): طبعًا، لأن الفراشات راقية جدًا!
محمد الصغير (بسخرية): أه طبعًا، راقية في التخريب!
تضحك العائلة بينما تحضن صفاء حفيدتها الصغيرة، ويستمر الجو العائلي الدافئ وسط الأحاديث والمواقف الطريفة